خلال السنة الماضية، ومع تطلعات رؤية ٢٠٣٠ اللي تغير ملامح الاقتصاد السعودي، أتيحت لي فرصة الجلوس مع العديد من المدراء الماليين من مختلف الصناعات، ومن خلفيات ثقافية متنوعة، كل منهم لديه رؤى واستراتيجيات خاصة في تطوير شركته والتعامل مع تحديات السوق. وجدت أن التحديات اللي يواجهونها متشابهة رغم اختلاف القطاعات، سواء كانوا في مجال التصنيع، أو التجزئة، أو الخدمات، كلهم يتطلعون لتحقيق استدامة مالية، وتعظيم الكفاءة، ومواكبة التغيرات.
في هذا المقال، جمعت أهم الاستراتيجيات والعادات اللي تحدث عنها هؤلاء المدراء الماليين، وقدمتها هنا كدليل موحد لكل من يسعى لتحقيق قيادة مالية استراتيجية في السعودية. هذه العادات العشرة مستوحاة من خبراتهم المختلفة وتجمع ما بين التخطيط الاستباقي، واستخدام التكنولوجيا، وبناء العلاقات المهنية، مما يجعلها إطارًا قويًا لقيادة مالية مستدامة وناجحة.
المدير المالي الاستراتيجي دائماً يسبق الزمن. التحليل الاستباقي يعطي رؤية أوضح لمستقبل الشركة ويساعد على تخطيط ميزانية دقيقة وتوقع مخاطر السوق. الأدوات مثل الذكاء الصناعي تساعد المدراء الماليين في تحليل البيانات التاريخية والتنبؤ بالتوجهات المستقبلية.
مثال: الذكاء الصناعي يمكنه رصد أنماط الإنفاق وتقديم تنبؤات حول التدفق النقدي على مدار السنة بناءً على أداء المواسم السابقة، مما يمكّن المدير المالي من تخصيص الموارد بفعالية، والتجهيز لمواسم الذروة كالحج ورمضان. مثل هذه الأدوات تحسن التنبؤ المالي وتعزز استجابة الشركة للتغيرات السريعة في السوق.
التعلم المستمر هو مفتاح النجاح لأي قائد مالي. العديد vن المدراء الماليين يستثمرون وقتهم في قراءة كتب متخصصة في الإدارة المالية، القيادة، وتطوير الذات. هذه الكتب تقدم أفكارًا جديدة وأساليب مجربة تساعد على تحسين الأداء الشخصي والمهني.
تخصيص وقت منتظم لقراءة كتب مثل The Lean Startup لإيريك ريس، الذي يركز على أساليب الابتكار في الأعمال, و Good to Great لجيم كولينز، والذي يشرح كيف يمكن للشركات الانتقال من جيدة إلى عظيمة , و Leaders Eat Last لسيمون سينك، الذي يقدم رؤى حول القيادة القائمة على الثقة والمشاركة، يساعد المدير المالي على اكتساب مهارات جديدة، وتوسيع آفاقه وتحسين استراتيجياته.
التغيرات في السوق السعودي سريعة، مما يجعل متابعة التوجهات أمرًا أساسيًا لاتخاذ قرارات استباقية. المدراء الماليين الاستراتيجيين يتابعون الأخبار الاقتصادية، تقارير السوق، والمؤتمرات المالية المحلية والدولية.
مثال: متابعة مشاريع صندوق الاستثمارات العامة (PIF) ومبادرات رؤية ٢٠٣٠ الكبرى، مثل مشروع البحر الأحمر ومدينة نيوم، توفر للمدراء الماليين رؤى حول القطاعات الجديدة التي تستحق الاستثمار فيها وتساعدهم على التكيف مع المتغيرات.
المدير المالي الاستراتيجي يعرف أن بناء شبكة علاقات مهنية قوية يمكن أن يكون مصدرًا هامًا للدعم والتعلم. المشاركة في اللقاءات المهنية، المنتديات، وورش العمل تساعد على بناء علاقات قوية مع زملاء المهنة وتفتح أبواباً لتبادل الخبرات.
مثلاً، الشراكات مع رواد الأعمال المحليين أو المستشارين الماليين تقدم فرصاً للتعاون على مشاريع مستقبلية وتحسين إدارة الأصول. مدير مالي يمتلك شبكة علاقات قوية يتمكن من الوصول لحلول مبتكرة ومعرفة أسرع بمتغيرات السوق.
على الرغم من أن الأدوات التقنية ليست الحل الكامل، إلا أن اعتماد نظام ERP مثل مايكروسوفت ٣٦٥ للمالية والعمليات يساهم بشكل كبير في تحسين إدارة البيانات وتسهيل اتخاذ القرارات. نظام ERP يجمع بيانات الشركة في مكان واحد ويتيح للمدير المالي رؤية واضحة ودقيقة لكافة العمليات المالية.
هذا يساعد في إدارة الميزانيات بشكل أفضل وتحسين سرعة وكفاءة التقارير المالية. فالشركات التي تعاني من تشتت البيانات بين أنظمة متعددة ستجد في نظام ERP الحل الأمثل لتوحيد المعلومات.
الشريك التنفيذي يلعب دورًا محوريًا في نجاح أي نظام ERP. اختيار شريك موثوق ذو خبرة تقنية ودعم مستمر يضمن استمرارية وسهولة استخدام النظام، خاصة مع توسعات الشركة المستقبلية.
مثال: عند اختيار شريك موثوق، مثل شريك معتمد من مايكروسوفت، يمكن للشركة تعديل وتوسيع النظام حسب احتياجاتها المتزايدة، مما يدعم النمو ويساعد على تحقيق أهدافها بكفاءة.
التدريب المستمر يعد من أبرز أولويات المدير المالي الاستراتيجي، ففرق العمل المدربة تزيد من كفاءة الشركة بشكل كبير. عقد ورش عمل بشكل دوري، مثل تدريب الموظفين على The 7 Habits of Highly Effective People، يساهم في تعزيز التواصل والعمل الجماعي.
يمكن أيضًا الاستفادة من برامج تدريبية أخرى مثل Dare to Lead لبيرني براون، والتي تركز على بناء ثقافة الشجاعة والابتكار في مكان العمل. هذه التدريبات تجعل الفريق أكثر استعدادًا للتعامل مع التحديات ودعم الأهداف المشتركة للشركة.
التعلم لا يتوقف عند حدود الكتب؛ المشاركة في المنتديات والمؤتمرات المحلية والدولية توفر فرصًا فريدة للتعلم من تجارب الآخرين وتبني أفضل الممارسات. هذه الأنشطة تتيح للمدراء الماليين التواصل مع خبراء عالميين وتمنحهم رؤى حول التوجهات العالمية، وكيفية تكييفها لتتناسب مع احتياجات السوق السعودي.
من العادات المهمة هي التكيف مع أساليب القيادة الحديثة التي تركز على التحفيز والإبداع. المدير المالي الاستراتيجي يتعلم باستمرار تقنيات جديدة لتحسين العمليات، سواء كانت طرق لتحليل الأداء المالي أو أساليب لتحفيز الفريق على تقديم أفكار جديدة.
أمثلة على الأساليب الحديثة: تقديم المكافآت بناءً على الإنجاز الفردي والجماعي، وتفعيل برامج لتحفيز الموظفين مثل OKR (أهداف ونتائج رئيسية) لقياس الإنتاجية.
في ظل تقلبات السوق، المدير المالي الاستراتيجي يكون دائمًا جاهز للتكيف مع الأزمات. تعلم استراتيجيات إدارة الأزمات المالية وتحليل حالات الطوارئ يساعده على وضع خطط استباقية. هذا الاستعداد لا يحافظ فقط على استقرار الشركة بل يعزز مرونتها في مواجهة التحديات.
مثال: المدير المالي الذي يضع خطط طوارئ للتكيف مع انخفاض المبيعات المفاجئ أو زيادة التكاليف التشغيلية يستطيع دعم الشركة في اجتياز الأزمات دون التأثير على العمليات اليومية.
المدير المالي الاستراتيجي في السعودية اليوم يجب أن يكون على دراية بالمهارات التقنية والاستراتيجية، مع تكيّف دائم مع متغيرات السوق. هذه العادات العشرة تجمع بين الابتكار، التطوير الذاتي، التكنولوجيا، والشبكات المهنية، مما يضمن قيادة مالية مستدامة وناجحة.
جاهز لمناقشة كيف ممكن ERP ونظام التقارير يرتقي بقيادتك المالية؟ تواصل معنا لجدولة جلسة استشارية مخصصة.
وللمزيد من المقالات والنصائح القيادية، زوروا موقعنا واشتركوا في النشرة البريدية لتحصلوا على آخر المستجدات مباشرة إلى بريدكم الإلكتروني.
https://www.info-sys.com/contact